Saturday, January 28, 2006

مقولات تنطبق على الفترة السابقة

المقولة الأولى:

" كالحادي و ليس له بعير "

الخميس 26 يناير


في ذلك اليوم كنت لا أزال مصابا بدور البرد .. و اتضح لي أنني في موقف لا أحسد عليه .. لأنني اعمل منذ نهاية عام 2005 على تغيير اسلوبي في العمل و التوجه لتنظيمه بشكل أكبر على المستوى العام .. و اكتشفت أني في الفترة من ديسمبر 2005 وحتى يناير 2006 قمت بعمل عروض و لقاءات عمل كثيرة جعلتني منتعشا في الحياة العملية و لكني لست إلى هذه اللحظة أملك رؤية محددة عن الفترة القادمة .. يقول الفنان بيكاسو مقولة شهيرة:

" إنني أريد أن أعيش كرجل فقير يملك الكثير من المال "

لا أفهم معنى هذه الكلمة تحديدا و لكن إن كان بيكاسو امتدح الرجل الفقير الذي يملك الكثير من المال فهذا يحمل واحدا من اثنتين إما أنه يقصد البخيل .. و أنا استبعد هذا المعنى و إما أنه يقصد أن الرجل الذي ينفق ماله كله .. و هذا المعنى موجود في تراثنا العربي و أمثلته كثيرة يصعب حصرها في مقال صغير كهذا دون الشطط عن الخط الأساسي للمقال .. و لكن لنقل على سبيل المثال لا الحصر كريم العرب حاتم الطائي .. و السلطان صلاح الدين الأيوبي الذي مات فقيرا و لم يترك لعياله شيء من كثرة انفاقه على الفقراء و هذا مسجل في البداية و النهاية لسيدي ابن كثير.

و قد تكون هذه الحالة مشابهة لأي مرحلة عمل انتقالية .. على ما جرت العادة عندما يترك شخص ما عمله و يذهب لعمل آخر فإنه يحيى فترة من الهدوء .. ربما هي أشبه بما قراته اليوم في مقال نشر في جروب ما علينا و كانت نصيحة لسون تزو إذ قال:

المقاتل الباسل سيكون رهيباً في هجومه، متأنياً عند اتخاذه لقراراته.

و اتجاهات العمل كثيرة و الحمدلله و لكن على الإنسان أن يتأنى قبل اتخاذ قراره .. إن الحياة التي نحياها يا صديقي هي نتيجة سلسلة من الظروف التي نتخذ في مقابلها مجموعة من القرارات .. و الإنسان لا يستطيع دراسة كل قرارته طبعا و لكن القرارات المصيرية يجب أن تدرس و هذا هو نوع من انواع الأدب مع الحق سبحانه و تعالى .. لأنه ليس الأساس و لكنه سبب .. و السبب لا يمثل حقيقة و إنما يمثل حكمة .. فنحن ندرس لنتخذ القرار و لكن القدر ساري فينا .. و عندما يسري القدر في الاتجاه الخاص به نبدأ في فهم الحكمة بمقارنة القدر بما درسناه نظريا.

و لكن العرب سخروا من الحادي الذي ليس له بعير او المتفاخر بما لا يملك ..

برناند بايلي يقول :” عندما يكتشفون مركز العالم، سيحزن العديد من الناس انهم ليسوا هم هذا المركز. “

و هو رجل فيزيائي و نرى هنا من دراسته للكون بداية فهم لطبيعة الإنسان .. فبعض المغرورين المتفاخرين بما لا يملكون لأنهم فارغون يظنون أن العالم كله خلق من أجلهم و أنهم محور اهتمام الناس .. علينا جميعا ان نتعلم أن الحادي الذي ليس له بعير لا يجب عليه أن يسخر من نفسه و لكنه إن تأمل وضعه جيدا و قدره .. فربما بالدراسة و التمحيص يستطيع أن يجد لنفسه جملا على الأقل و بعد هذا مجموعة جمال مع الوقت .. فاستقل بنفسك عن هذا.

و يقول لنا ميجنون ماكلاوفلن كلاما آخر في وصف المتفاخر على عمومه:

" الرجل الفخور يمكن له أن يتعلم التواضع فقط لكي يفخر به.”

لماكلاوفلن هنا رؤية جميلة جدا و هي مرحلة الانتقال من الغرور للتواضع فقط لإرضاء الناس و اشباع رغبته في مدح الناس له .. يا سلام هذه رؤية
سيدة حساسة لها نظر للحياة و للناس و سلوكهم بعين فاحصة و هذه الجملة هي إحدى الجمل المهمة التي علمتني أشياء كثيرة ..

من هي ماكلاوفلن؟

منجون ماكلاوفلن هي صحفية أمريكية و كاتبة و قد عاش في المرحلة ما بين 1913 و 1983 و هي لها كتاب شهير اسمه Neurotic Notebooks


و اسم برناند بايلي باللغة الإنجليزيةBernand Bailey

و اسم بيكاسو باللغة الإنجليزية هو : Pablo Picasso

و اسم الكاتبة : Mignon McLaughlin


المقولة الثانية:

" تراك الذنوب حياة القلوب "

يتاريخ الجمعة 27 يناير


من المعروف جدا لدى الجميع معنى التوبة من الناحية الدينية و هي ترك الذنب .. و نحب هنا ان نقف على بعض معاني من حديث رسول الإسلام سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام : “ كل بني آدم خطاء و خير الخطائين التوابون "

و من اهم الذنوب تضييع الوقت .. و من المهم جدا عندما يخصص الإنسان وقتا لاختيار القرار الصائب أن يكون وقته فعلا مثمرا بالأفكار و التقدمات .. ولا يكتفي بالتراخي و الكسل و النوم .. عليه أن يتحرك للآمام و يستريح فقط لكي يستجمع طاقته .. أنا أن يمضي الوقت لعبا و كسلا فقط فهذا تبديد لثروة مهمة جدا.

و قد لاحظت أن السيدة ميل و هي من المصممين الصينيين الذين حظيت بمعرفتهم قد أنهت فترة دراسية معينة و هي مشغولة أكثر من انشغالها في دراستها فسألتها لماذا ففوجئت أنها تقول أنها تبحث عن عمل.

البعض يظن أن فترة البحث عن العمل هي فترة تراخي .. هذا غير صحيح بل هي فترة تشمل كتابة السيرة الذاتية باحكام .. و دراسة شخصيتك دراسة جيدة جدا و امكانياتها دراسة جيدة جدا ثم بعد هذا البحث عن العمل المناسب .. و يجب أن تكون لك رؤية بصرية لمستقبلك .. و لكن الأهم من هذا هو ترك الذنوب .. ماذا أعني هنا بترك الذنوب.

أعني أن الحياة العملية السابقة لك مليئة بالأخطاء .. من المهم جدا أن تحصي هذه الأخطاء و التي تشمل خطأ الاختيار و أخطاء السلوك الخاص بك داخل العمل. سنتعرض لاحقا لبعض هذه الأشياء إن أذن الرحمن. و لكن سنقول شيئا عنها في عجالة.. خطأ الاختيار هو ان تختار عملا غير مناسب لك و قد سبق و نشرت مقالا هنا عن مقولة الأستاذ جاكسون براون و كان اسمها الوظيفة التي تحبها. و في وجهة نظري لو أنك في بداية رسم رؤية معينة للخمس سنين القادمة فعليك أن تحدد لنفسك إطارا سليما تسير عليه .. ليس مهما الراتب الآن المهم أن تعمل و تتعلم شيئا تحب عمله.

و الثاني هو الخلق العملي أو أخلاقك في العمل .. مهم جدا أن تعرف كيف تعطي لنفسك شكل جيد داخل العمل .. و هذا من علوم الإدارة بالمناسبة و له مراجع و كتب توضح لك كيف تحافظ على أعصابك و متى عليك أن تتكلم و متى عليك أن تصمت و أسلوب كتابتك و أسلوب كلامك وما إلى هذا.

نضرب مثلا و هو صديق لي قص لي اليوم عن مكان عمل سيتركه .. و لما سمعت الحالة وضعت يدي على المشكلة .. مديره عنده نوع من أنواع الغرور .. و قد قام صديقي العزيز بنصحه امام الناس .. فما كان من المدير إلا أن بدأ في اساءة معاملته .. و هنا ينشد الشافعي قائلا:

تعمدني بنصجك في انفرادي :. و جنبني النصيحة في الجماعة

فإن النصح بين الناس نوع :. من التوبيخ لا أرضى استماعه

فإن عصيتني و تركت قولي :. فلا تجزع إن لم تعط طاعة


فهذا في حال شيخ مثل الإمام الشافعي فما بالنا برجل من العوام تنصحه أمام موظفيه و للنصيحة أسلوب معين و إطار معين بغيرهما لا يمكن نجاحها و تستطيع ان تنقلب لضدها .. نحن طبعا نتفق أن صديقي فعل هذا بحسن نية .. و لذلك فربنا سيعوضه إن شاء الله.

في علم البرمجة اللغوية العصبية هناك فرضية تقول أنه ليس هناك فشل و إنما هناك تجارب لها عبرة. و كلاهما يمثلان درسا.

و هذا يماثل حكمة إنجليزية شهيرة تقول لكي تكون حكيما جدا فلا بد و أن تكون أولا أبلها جدا.

و الإنجليز الذي تعاملت معهم لهم أسلوب عجيب في العمل .. هم يشجعون أي فكرة و يدخلون فيها .. ثم يقعون في أخطاء و لكنهم يتميزون عنا بانهم يدرسون سبب الفشل الذي وقعوا فيه .. و يحاولون دائما حل المشكلة من جذورها .. عندك مثلا مبارتنا الشهيرة في كأس العالم لكرة القدم للشباب في الماضي و قد سجلنا هدفين في أول المباراة في مرمى انجلترا ثم تواكلنا و تكاسلنا حتى خسرنا المباراة كلها. ثم تذكر معي فكرة إزالة قدم اليهود نفسها من الإمبراطورية الإنجليزية لأنهم بدأوا ياخذوا مناصب كبيرة في الدولة وشكلوا تهديدا عليها فصنعوا لها دولة مستقلة اسمها إسرائيل.

ليس عيبا أن تخطيء او ترتكب ذنب و لكن عليك دراسة الخطأ بتأن و محاولة حل المشكلة من جذورها .. هذا مهم جدا لأنك بتركك الخطأ تبدأ قوتك الروحية في الظهور .. المخترع توماس أديسون عندما كان يحاول اختراع المصباح كان قد حاول 999 مرة و فشل .. ونجح في المرة الألف .. و لكنه قبل أن يشرع في المحاولة رقم ألف لامه لائم و قال له هل ستحاول المحاولة الألف و قد فشلت في تسعمائة و تسع و تسعين محاولة ؟ فقال له توماس أديسون مقولته الشهيرة:

لقد اكتشفت 999 طريقة لا يشتعل بها المصباح.

و هذه القصص كلها هي تبسيط للفرضية التي يفرضها علم البرمجة اللغوية العصبية انتهى



No comments: