Sunday, April 22, 2007

إسرائيل تعلب شطرنج



يقولون " صمت دهرا و نطق ..... “ و الحمدلله .. فكاتب هذه الكلمات قد صمت طويلا و قرر أخيرا أن يرجع لهذه المدونة مرة أخرى، و لكن قبل أن أكتب في هذه المدونة اليوم، فقد قمت بعمل بحث صغير على الجوجل لمواضيع هذه المدونة، و فوجئت بكمية اقتباس من هذه المدونة قد أذهلتني شخصيا. أنا لم أكن صراحة أعرف أن هذه المدونة معروفة لأحد، أو أن أحدا يعرفها. و لكن كل ما استطيع قوله هو شكر كل من اقتبس من هذه المدونة أو قرأها سواء أكانت راقته محتوياتها أم لم ترقه. فكلاهما مرحب به.

الآن و قد عدت لمدونتي الفقيرة إلى الله تعالى، أريد أن أختار موضوعا جديدا يهمكم جميعا، و لنتكلم الآن عن إسرائيل، و قد سبق و أوضحت في كتابات سابقة فكرة عن كتابهم تهويد التاريخ و فكرة أخرى عن نسبهم ثقافة الفول و الطعمية لأنفسهم بوسائل الدعاية المختلفة.

إضافة اليوم بسيطة جدا، و هي قد تبدو في أولها مائعة بعض الشيء فأرجو أن تعطيني القليل من الصبر حتى أوضحها. إضافة اليوم هي أن إسرائيل من ضمن برنامجها لتطوير الذكاء الإجتماعي فهي تقوي نفسها في مجال الشطرنج و تستمثر الكثير في تشجيع الناس على لعب هذه اللعبة.

نبدأ بالحديث عن الشطرنج نفسه، فما هو؟ و ما أهميته؟
الشطرنج هو رياضة العقل و هذا ليس مجرد شعار، لأنه ليس مجرد لعبة تلعب، بل هو فيه تمرين و تطوير للعقل، و قد مر بي قديما اختلاف بين الإمام مالك و الإمام الشافعي حول الشطرنج، و قد كان الإمام مالك يكرهه، بينما كان يحبه الإمام الشافعي و قد دار بينها محاورة قال فيها كل رأيه – بحب و احترام للرأي الآخر و توقير العلماء ا لذي نفتقده اليوم
- فقد أوضح الإمام مالك أن الشطرنج لا يليق بالرجل و قد بلغ أشده أن يلعب به مع امرأته، بينما يرى الإمام الشافعي أن الشطرنج يساعد المرء على التفكير و ترتيب الأولويات. و تقول بعض المراجع أن الإمام الشافعي كان يجيد لعب الشطرنج حتى أنه كان يلعبه بدون رؤية القطع من كثرة ما اتقنه، و هذه المرحلة تحتاج إلى وقت طويل من التمرين.

أنا شخصيا لا اعتبر الشطرنج لعبة و لكني اعتبرها رياضة، فهو يمرن العقل على ترتيب الأولويات و ضبط النفس بالصبر على الخصم حتى يعطي فكرته و تبدأ بالتكهن بها بناء على حسابات العقل و المنطق. و لهذه الأشياء كتب في الاستراتيجيات، و في أسلوب التفكير، و تمارين تلعب فيها الشطرنج في وقت طويل ووقت قصير، و ما يسموه البليدز. فتتمرن على كيفية أخذ القرار في وقت قصير.. و مع الوقت تتحسن طريقة تفكيرك و تتقد مهارات حفظك للمعلومات. و يحسن فوق كل هذا أسلوب وضع استراتيجيات حياتك و التخطيط لها، بل و على وجه العموم يحسن لاعب الشطرنج التخطيط لأي شيء يعرف له قواعد لأنه يمرنك على التخطيط نفسه.


نأت هنا للتطبيقات الشطرنجية، الواقع أن قياس الذكاء الإنساني الحقيقي و مدى تفوق الإنسان على الآلة يكون دائما منتظرا كل عام في مباراة بطل العالم الروسي مع الكمبيوتر المسمى الفريدز ديب بلو، و قد هزمه البطل العالمي كثيرا. و هذا الذي يلاعب كاسبروف يسمونه الذكاء الاصطناعي. إن اللغة المعروفة القديمة التي يتم بها برمجة هذا الذكاء لتتأسس على مباديء الشطرنج، فلن تفهم كيفية عمل ذكاء اصطناعي دون أن تعرف كيف تعمل برنامج شطرنج يستطيع أن يحسب كل الاحتمالات. و يتعلم. و لذلك فأول مصمم لعقل اليكتروني مفكر كان المهندس اللامع بوتفينك .. و هو أستاذ كاسبروف بطل العالم في الشطرنج، و كاربوف. و قد مات بوتفينك منذ فترة لا بأس بها، و هو عبقري مثل كل لاعبو الشطرنج بغير شك. و قد تم تطوير فكرة الذكاء الاصطناعي هذه عبر السنين، و اليوم و نحن نكتب هذه السطور نظن – على الأقل أغلبنا كمتكلمين باللغة العربية – أن الذكاء الاصطناعي هذا مكانه فقط في الأفلام الخيالية. استبيحك العذر لأصدمك الآن و أقول لك أن الذكاء الاصطناعي في دول العالم المتقدمة يتم استخدامه حتى في الشركات، و قد صادفت بنفسي شركات تملك ذكاء اصطناعي مثل شركة تصميم مواقع انجليزية تقوم بجعل الذكاء الاصطناعي يتكلم معك على الانترنت و تقول له متطلباتك كعميل، و يقوم هذا الذكاء الاصطناعي بتصميم الموقع لك على هواك و تدفع له بالفيزا. و مثل هذا التطبيق موجود في معظم مناحي الحياة التي يستطيع بها هذا الذكاء الاصطناعي أن يوفر الكثير من الوقت و الطاقات العقلية المهدرة بعملها بدأ من ذكاء اصطناعي يصمم الملابس للافلام السري دي، إلى ذكاء اصطناعي يخدم السلاح الصاروخي في الولايات المتحدة الأمريكية و بين الاثنين العديد من المجالات التي لا حصر لها حتى أني استطيع القول أن المستقبل هو عالم الذكاء الاصطناعي، و ان العالم اليوم و هو يتخبط في مسألة كيفية ضم الروبوت للذكاء الاصطناعي، بحيث يصنعوا الانسان الالي المفكر الذي له شخصية و الذي طالما صوروا هذا الحلم في أفلامهم، نقول أن المستقبل يعلن عن نفسه بنفسه و هو يتكلم عن الذكاء الاصطناعي.

و أنصحك إلى جوار ما أنا واثق أنك فعلته الآن – و هو أنك كتبت كلمة الذكاء الصناعي في جوجل باللغة الإنجليزية – أن تستعير من مكتبة السفارة الأمريكية بجاردن سيتي كتاب
practical chess
أو الشطرنج التطبيقي ، لتقرأ كيف تم تطبيق علوم الشطرنج في أنواع مختلفة من خطط الدعاية منها خطة كيفية شهر كوكاكولا قديما عن طريق طبع الشعار الخاص بها على ثوب لاعبي الأولمبياد و هي قصة طويلة تحتاج لوقت في القراءة، و مثيلاتها كثر.


نعم لقد صدق الإمام الشافعي في رأيه عن الشطرنج ، بل و صدق الإمام مالك رضي الله عنهما ووسعهما بواسع رحمته على ما خدموا به الإسلام و المسلمين باحترامه لرأي الإمام الشافعي مع اختلافه معه، و لكن كما يقول الإمام الشافعي رأيي صواب يحتمل الخطأ و رأي غيري خطأ يحتمل الصواب.


و قد وقفت دولة إسرائيل على هذه الحقائق – لا سيما و هي أحد أهم المنتجون للتكنولوجيا - و قررت تطوير ذكاء مجتمعها عن طريق جعل الشطرنج الرياضة الأولى عندهم، و يبدو أنهم يعملون على هذا منذ فترة طويلة، حتى أنهم يحرزون البطولات العالمية في هذه اللعبة، و هو اقتباس من المجتمع الروسي الذي حرص على تعليم شعبه هذه اللعبة في المدارس لتطوير الذكاء الاجتماعي و حرص على الإنفاق عليها و تبنيها لتصبح اللعبة المفضلة لشعبه، و لهذا نرى الروس بارعين في مجالات العلم و الفن و لاسيما العلوم الإليكترونية. و على هذه الوتيرة تعذف إسرائيل

نعرفكم باللاعب رقم واحد في إسرائيل، و هو أعلى تقييم هناك و التقييم رقم 19 على مستوى التاريخ كله – و قد ارتفع بهذا على بوتفينيك المصمم الأصلي للعقل الأليكتروني - و يدعى هذا الرجل بوريس، فلنلق نظرة على سيرته في موسوعة ويكي بيديا:

http://en.wikipedia.org/wiki/Boris_Gelfand


كما قرانا في سيرة هذا الرجل فهو من بيلاروسيا اصلا، و هاجر إلى إسرائيل في عام آواخر الثمانينيات، و تم تجنيسه بالجنسية الإسرائيلية


ثم اللاعب إيليا سيرمين، اللاعب رقم 37 على مستوى تاريخ الشطرنج كله


http://en.wikipedia.org/wiki/Ilya_Smirin


هو أيضا لاعب روسي الأصل، ولد في بيلا روسيا، و تم تجنيسه في أوائل التسعينيات ليكون إسرائيليا و يلعب هو الآخر في بطولات العالم باسم اسرائيل.


و طبعا هذان الأستاذان و غيرهم كثر ممن تم تجنيسهم يقومون بتعليم الشطرنج في إسرائيل، و من هذا نفهم كيف تعمل إسرائيل على تحسين الشطرنج بتجنيس اللاعبين الروس و تمويلهم. انتهى


1 comment:

Anonymous said...

Argh, I wish I had thought of this page while I was in Egypt. Ahmed, do get in touch please. My hotmail accounts reopened so email me.

Khadijah