Sunday, April 30, 2006

الوقت كالسيف الجزء الثاني

وقفت في مقال سابق عن تفكر خاص بي له منهج معين عن كلمة " السيف " في مقولة الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، لأني وجدت أهمية لذكر هذا .


اليوم ذهبت للكلية لأحضر محاضرة مع الدكتور حازم طه .. و هو لا زال عائدا من ألمانيا منذ حوالي أربع شهور أو ما يزيد .. و قد قام بالتدريس في جامعة ألمانية كبيرة علم الاتصالات البصرية .. و هو أستاذي في فترة الكلية و الذي درس جيلا كاملا .. و يبدو أن الرجل كان له فترة في ألمانيا و لا زال عائدا و جلسنا اليوم مع مجموعة من طلاب مرحلة البكالريوس.

الطلاب ليس أمامهم الكثير من الوقت لتسليم مشروع التخرج .. و مع الأسف نجد مشكلة كبيرة منها جزء يختص بالجامعة و جزء يختص بشخصية الطالب نفسه.

كان للدكتور حازم موقف مع الطلاب أنه رآى أن الطلاب – وهم مطلوب منهم مشروع عمل حملة إعلانية غير رابحة ماديا أو non profit و تحتوي رسالة عن مصر – هو رأى أن أغلب الطلاب يعملون بأسلوب يهتم بالشكل الخارجي .. فيقول لك الطالب مثلا هذا اللون جميل .. و هذا البوستر يبدو ظريفا .. و لكن لا يوجد فكرة عن الاتصال البصري أو كيف يعمل الطالب محتوى يقوم بنقله إلى مجموعة من الأشخاص أو شريحة ما من المجتمع بهدف توجيه الناس لعمل شيء معين أو نشاط معين.

مثال لذلك طالبة تعمل حملة إعلانية عن توت عنخ أمون فيسألها الدكتور هل تعرفين ما معنى اسم " توت عنخ أمون " فتقول معناها جامع التوت. أو أن الكلمة لها علاقة بشخص يجمع فاكهة التوت. الفتاة تقول أنها فكرت في أن تعمل بوستر بالألوان المائية و بوستر بالألوان الخشب لأن القناع الذهبي سيكون شكله جيدا في الخشب. مع أني لا اتفق مع هذا كما هو يرى شخصيا أن حملة مماثلة لا تحتاج لمجهود مضني في التنفيذ و إنما تعتمد على صورة قناع ذهبي فوتوغرافية و كلمة مدروسة – فلا زلنا لم نسمع أن هذه الفتاة قالت لماذا ستعمل بوستر من الأساس؟ و من ستخاطب بحملتها الإعلانية هذه؟ و لماذا؟

مشكلة الطلبة لم يكن عندهم شيء اسمه استراتيجية .. و هذه من الأمور التي يجب دراستها جيدا في الأساس عند طلاب يعملون عملية الاتصال البصري .. فيضعون حقائق معينة توضح لنا مشكلة و يتم بعدها وضع فلسفة يتضح منها منهج تسير عليه عملية البحث ثم التصميم الذي هو حل المشكلة.. ثم بعد هذا توضع حلول. من الطبيعي خلال هذه الورقة أن يقول المصمم نوع الشريحة التي يكلمها و جنسيتها و ثقافتها .. و من الطبيعي أيضا أن يضع خطة محكمة يستطيع بها أن يضع رؤية لحملته خلال خمسين عاما قادمة .. من خلال خبرته هو بشرائح المجتمع الألماني و صفة أنه استاذ في جامعة منسون هناك و حيازته للجنسية الألمانية بعد تكوين أسرة له هناك و خلفية واضحة عن هذا المجتمع و باقي البلاد الأوروبية التي زارها مع خبرته في مجال الإعلان أيضا و غيره يتكلم كلاما وجيها عن خطة مماثلة .. تتجزأ لمجموعة من نقاط الضغط stress points يتم التركيز على مجوهرات توت عنخ آمون فقط دون غيرها و تقوم حملة في ألمانيا عن زيارة هذه المجوهرات لتلك البلد، تليها حملة خاصة عن أثاث توت عنخ آمون فيتم بهذا إعادة بيع لنفس الجمهور و تزويده ثم بعد هذا حملة إعلانية بعدها بسنوات عن القناع الخاص بتوت عنخ آمون. إذن لا يمكن أن تكون قيمة الحملة في الشكل فقط .. الشكل يمكن أن يحل في حملة كهذه بالصور المحترفة و الكلمة الرصينة فلماذا تحاول الفتاة أن تستمر في تدمير نفسها و استهلاك مجهودها في وسيط صعب .. يعني لو فكرت الفتاة أن تعمل بوستر مثلا بماكينة نفخ الهواء فلكي تخرج صورة توت عنخ آمون على المستوى المطلوب سيأخذ منها هذا ثلاث أيام .. و سيستهلك منها أموالا .. إلى جوار هذا عندما تريد أن تضع الكتابة باللغة الإنجليزية أو العربية فوق هذا المقاس فهذا سيكلفها عملية طباعة بالضغط أو بماكينة الآيرس أو ما إلى ذلك .. مع أنها تستطيع أن تقوم بأخذ الصورة بكاميرا محترمة و حتى لو أجرت مصورا محترفا في المتحف لكلفها تكلفة أقل في المال و في الوقت، و المصور إذا صور فسيصور مجموعة صور تصلح لعمل حملات إعلانية كاملة لها رؤية في الخمسين سنة القادمة كما ضرب عالمنا الدكتور حازم المثل.

العقل المفكر يستطيع أن يحل المشكلة بأقل ما يمكن من وقت و إمكانيات.. انظر هنا للرمز جيدا في كلمة الوقت كالسيف و اعمل فكرك. أعمل فكرك لأن هذا الرمز فعلا غير مفهوم .. الرمزية بالنسبة للمجتمع المصري الحالي هي مجرد هذيان و عندما يتكلمون عنها يتكلمون بشكل هذياني لا أحد يفهم في أغلبهم أن العملية الرمزية هي عملية قد تكون مماثلة تماما لنفس عمليات الطرح و الضرب في الرياضيات إن لم تكن أدق منها. و لا أتعجب أن يأت شخص و يقرأ مقالا مثل الذي كتبته في المقال السابق و يقف مثلا على جزئية من المقال و يسخر منها .. لأنه ببساطة مثله مثل المجموعة التي كانت جالسة في المحاضرة اليوم لا يرى إلا الشكل الخارجي .. فغالبا ما ينكره.

قس على هذا معرض حازم طه حسين نفسه كمعرض- لا أنكر أني قد اختلف معه في أشياء - و لكن لا انكر أن الفنان قام بتجارب عديدة جدا، و كان هذا واضح أن الفنان يجرب، و أن هناك شيء معين و محدد و محدد بدقة يريد الفنان أن يصل به إلى المتلقي، و مع التفكير العميق في الأعمال تبدأ بالوصول لأشياء فعلا و تجد أن المعرض يحاول تكلم لغة بصرية معينة و يهدف إلى مناقشة مسائل تتعلق به هو كتجربة و تتعلق بالمجتمع الذي يعيش فيه .. فيقول الجميع يا دكتور نحن لم نفهم شيئا من المعرض الخاص بك .. فيقول الدكتور هذا هو الصواب! لأن لو أعمال مثل هذه كان المجتمع المصري يستطيع أن يفهمها لما كان هذا حال الشعب الذي نحن عليه.

فالمشكلة الأساسية التي أبصم بأصابعي العشر على مصداقية الفقيه الذي قالها في مشكلة المسلمين مع الرسومات المسيئة للإسلام هي أن المشكلة نبعت من داخل الإسلام نفسه .. اعقب عليه الآن و أقول أن موقف المسلم الذي يحاول أن يتفكر في كلام نبيه هو موقف مشرف أكثر من موقف المسلم الذي ذهب و حرق السفارة ..

ذلك أن المسلمين أغلبهم لا يعرفون عن سيدنا محمد غير الاسم و شكل الأحاديث فقط و لا يعلمون الجوهر.. و أنا عندما أرى في حديث شريف معنى مما قد تعلمته على قلة علمي و خبرتي المتواضعة في كلمة ( كالسيف ) فأنا أحاول جاهدا لا أن أعلمك كيف تستغل وقتك ولا أن أعلمك الدين فلست في الحالتين أصلا أهلا لهذا .. و إنما أريدك أن ترى مجهود شخص على باب الله يحاول أن يعمل فكره حتى تصحح لي الطريق إن كنت لا أرى أو تأخذ مني الأمانة التي عندي فأمانة العلم تيسيره. تخيل أننا كشعب نفكر و نعمل عقلنا في النصوص لا مجرد أشخاص تنقل و ينطبق علبنا ما قال القرآن نفسه في اليهود مثله كمثل الحمار يحمل أسفارا.

فمشكلة المسلمين أنهم أصلا هم من بدأوا بعدم توقير رسول الله .. تجد مثلا مم يدفع التناقض بغض النظر عن حيثيات المثل و صحته أو صوابه شخص يقف في مسجد و يصيح قائلا محمد يا محمد .. و يرفض بشدة أن يقول رسول الله أو سيدنا محمد .. و لو وقف أمام ملك البلاد أو رئيسها لقال فخامة الرئيس و نيافة الرئيس .. و لكن عند رسول الإسلام لا يحاول بلوغ أعلى مراتب الأدب مع نبي الإسلام. مع أنه رآى بعينه القرآن نفسه يقول يا موسى .. و يا عيسى .. و يا إبراهيم .. و لكن لما جاء الخطاب يتوجه للنبي صلى الله عليه و سلم قال " يا أيها النبي " القرآن نفسه تأدب مع رسول الله و هو لا يريد أن يفعل هذه واحدةّ! .. فهم يرون رسول الله شخص مثل أي شخص لا يزيد عليهم إلا أنه حمل أمانة و بلغها .. و يستدلون دائما بقول الله تعالى " قل إنما أنا بشر مثلكم " كما قال الفقيه المذكور فيستدلون بهذه الآية على نفس منهج استدلال من ترك الصلاة في المزحة الشهيرة و قال لأن الله أمر بهذا حين قال " ويل للمصلين " فيقطع النص و يقول هذا دليلي. أكمل الآية و أقرأ بقلبك لا بشيء آخر قوله " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد " فالمثلية هنا جاءت في البشرية لا من حيثية المقال في قوله تعالى و لكل منكم مقام معلوم .. فلو أنك قلت أن الآية تدل على أن رسول الله مثله مثلنا على أساس أن البشر كلهم مثلهم مثل بعضهم لخالفت نص الحق بعدم استواء المقامات و عدم استواء الذين يعلمون و الذين لا يعملون .. و هذا مقام رسول الله صلى الله عليه و سلم خاتم النبيين و المرسلين الذي علم الذين يعلمون .. بل و تخالف المنطق نفسه فأنت تشبه من قال أن الذهب و النحاس ما هما إلا حجر و تبيع الذهب بسعر النحاس! هذه تجارة تخسر أنت فيها يا عزيزي .. و إلا كيف تبرر قول الله تعالى : “ لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي " و قوله : “ إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى " و قوله: “ إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون " بل و عن آل بيته " يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن " .. يعني اي امرأة في الدنيا تتق لن تكون كنساء النبي ان اتقين .. فكيف بالنبي نفسه.

فإن عارضت كل هذا يا أيها المتلكم فكيف إذا تتناقض مع نفسك عندما يتجه الغرب لمعاملة الرسول كما يعامل باقي الناس؟ اليهود نفسهم يضعون جوا من الحزن و التقديس و الهالة الكبيرة جدا حول مسألة المحرقة و يربون الرعب للعالم الغربي عليها و نحن هنا نجد من يصرخ في المساجد قائلا قل ذهب محمد و جاء محمد .. و رجل اخر يقول لك أن اب و ام النبي ماتا كفارا .. إن فضيلة الشيخ ابن تيمية نفسه قد فخموه و قالوا عنه شيخ الإسلام - و لا أنكر عليه أنه عالم و له أخطاء كما قال ابن كثير أن الصحيح عن الشيخ تقي الدين ابن تيمية أنه عالم أخطأ و لكل عالم هفوة – و قد قامت جهة دينية رسمية من سوريا لا أذكر اسمها الآن باحصاء الخمس عشر خطأ لابن تيمية المعروفين .. و هذا لا ينكر عليه أنه رجل لديه مجموعة ممتازة من الكتابات في الإسلام و غير الإسلام و أنه عالم و له كلام محترم جدا .. فمن جعله قديسا لا يخطيء فهو مردود عليه و من جعله مجرما فهو مردود عليه .. و الصحيح أنه عالم و نحبه و نوقره و نتعلم منه و نستفيد منه لأنه فقيه و نوقره لأن العلماء لا يستوون مع العوام لأنهم من أهل الاختصاص فما المانع أن نقول عنه الشيخ ابن تيمية .. و لكن أن تقول شيخ الإسلام – و هو مقبول – ثم تقول عن سيده النبي يا محمد. هذا تناقض آخر موجود و المصيبة أن الناطق بها علماء لهم اسمهم.

شخص من الموجودين كان يعمل إعلانا عن منتج فيروز .. و الرجل قدم حلولا بصرية جيدة لا بأس فيها صراحة حتى أن نقده كان مفيدا لنا خصوصا أنه وضع بديلا بصريا وجيها لفكرة النساء شبه العرايا الأصيلة في كل إعلانات فيروز و يقول عالمنا الدكتور حازم أن فيروز قاموا بعمل إعلانات للدول الغربية فأتوا بمجموعة من الفتيات اللاتي أخذن يرقصن و يتميعن ثم انتهى الإعلان .. هذه مهزلة .. ربما يكون القائم على هذه النوعية من الإعلانات قد درس علم الاتصالات البصرية فعلا، و لكنه يخالف نفسه و ضميره حين يعمل هذا .. يا أخي عندك رسومات مصرية فعلية موجودة للمصري و هو يأخذ التوت من على الشجر .. بل لو عملت حملة إعلان فيروز البرتقال و أعطيت رسائل عنها كفاكهة تنضج في ثلاث أشهر في مصر، تزرع في أقدم مزارع عرفها التاريخ، و تزيد عليها صورة فلاح مصري بلبسه الفلكلوري و هو يمد يده يقطف البرتقالة فيظهر لك شكل من عبق التاريخ .. يعطي للمشتري الأجنبي إحساسا بمدى طبيعية المشروب و نقائه مع مصداقية في استخدام البرتقال المصري فعلا في هذا .. مثل هذه الحملة لو حدثت في ألمانيا لعملت ضجة محترمة و لباع هذا المشروب بيعا سليما. و لكن هيهات أن يفكروا هكذا. تقول إحدى الطالبات : ليس البرتقال فقط. يقول لها طبعا ليس البرتقال فقط مصر فيها مليون شيء .. يا مؤمنة اليابان أخذوا الملوخية المصرية و عملوا بها عصير ملوخية يبيعونه و يكسبون منه، دعك من هذا .. مصممة هولندية عملت دراسة لتجد كمية كبيرة من المحجبات في العالم فعملت خط فاشون مخصوص للمحجبات في هولندا و هي لا علاقة لها من قريب ولا بعيد بالإسلام!

السياحة نفسها .. أنا رأيت الدعاية الموجودة بالخارج عن السياحة .. أحب أقول لك أنها مهزلة .. مصر كدولة سياحية تأخذ جزء من السوق السياحي لأنه بالصدفة هناك خمس حضارات داخل مصر و موقع جغرافي متميز فبالرغم من أي شخص تأخذ مصر مركز محترم في السوق السياحي العالمي .. أين في ظل ثورة الاتصالات الموجود الآن في مجتمع المعلومات .. أين توجد أهم عملية اتصال و هي عملية الاتصال البصري التي تستطيع أن تضاعف مكسب مصر من السياحة في الخارج لخمس أضعافها .. للأسف عملية الاتصال البصري من خلال الاعلانات و غيرها للدعاية للسياحة في مصر سيئة جدا.

مثل هذا مثل نزوله إلى المسجد في الكلية المذكورة بعد أن لم من على الحائط ملصقات تحمل رسائل إسلامية و سأل عن المعنيين بهذه الأشياء داخل المسجد فأجاب شخص منهم ملتح .. فقال له يا أخي المشكلة تكمن فينا فعلا .. أنت كرجل في كلية عندك قسم خاص للإعلان فيه علم مهم اسمه علم الاتصال البصري و لم تكلف خاطرك أن تذهب إليه و تطلب منهم أن يعملوا لك رسائل إسلامية بشكل هادف بخط جميل، بطباعة راقية .. فكيف نلوم على هذا المستوى الرديء من الملصقات غيرك؟ إن الطلبة على استعداد أن يصنعوا لك هذه التصاميم مجانا.. بل و ربما بعض الأساتذة .. و أنت تكسل أن تتحرك من مكانك إلى مكان آخر و تفضل ان تحضر ماركر أو تشتر من مطبعة تحت السلم بعض الرسائل التي لا تعكس صورة الإسلام .. مثلا كلمة " اذكر الله " كلمة جميلة جدا .. فلماذا يا أخي تهينها بأن تضعها في تصميم سيء؟

لقد كنت في ألمانيا في الماضي و قمت أنا و بعض الزملاء ببناء مسجد في الجامعة هناك وقت أن كنت طالبا .. و حدث شيء عجيب جدا .. مر طالب ألماني وهم يصلون أمام المصلين و كان أغلبهم عرب.. فتركوا الصلاة و مسكوه ضربوه في وسط الجامعة! يعني ماذا تتوقعون من الغرب إذا كنا نحن ننشر لهم هذه الصورة عن دينا؟ ماذا تتوقع سيادتك عندما يأت السائح بلدك يجدك تضع على حائط من مبنى معماري قديم بني في وقت كانت فيه منطقة مثل مصر الجديدة لا تقل عن أحياء راقية في أوروبا تجد شخصيا يضع لك بوستر ملصوق بشكل مهمل و يقول فيه رسالة إسلامية .. كيف تتوقع أن يأخذ هذا الشخص صورة عنك؟ فصمت الرجل.

ثروات ضائعة .. تتبدد! الوقت مثله مثل المال يتبدد .. نحن نتكلم عن ثروة لها ثمن فيها علوم كثيرة تستطر و الوعي القومي نحو هذه الثروة ميت تماما و هي ثروة الوقت .. مثلها مثل المال .. مثلها مثل ثروات تملأ بلدا كمصر .. ضائعة و منهوبة.. لأن المقتني الأصلي للثروة لا يستطيع أن يفهم قيمتها! لا يستطيع أن يستغلها للوصول.. و على هذا اعطني مفاهيمك عن الرمز الذي في حديث الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك .. الرمز الموجود في كلمة السيف و قل لي أي تشابه موجود بين من أمسك السيف و أعد نفسه للقتال و بين من أمسك السيف وعلقه على حائط غرفة نومه و أعد نفسه للتفريخ؟

ثم خبرني بالله عليك ما هو الرمز في كلمة الوقت نفسها إذا أخذناها بمنهج العلماء الذين رأوا الوقت على أنه ثروة و هو الرأي القوي و أقرأ في هذه المدونة مثال نظام payoff system للتنظيم الوقت .. قل لي كيف تر الرمز إذا أخذنا نص الحديث فقط النص حتى لا نتعدى و أبدلنا كلمة الوقت بكلمة التربة الخصبة المصرية؟ أو بالبرتقال المصري؟ أو بنصيب مصر في سوق السياحة؟ أو بمجوهرات توت عنخ آمون ؟ انظر للنص الجديد – و هو ليس بحديث طبعا بل لنقل عملية ابدال لفهم الحديث الاصلي – انظر للنص الجديد و انظر كيف توجد كلمة سيف بجوارها لتفهم.. لتفهم كيف دولة تمثل حوالي خمس حجم سيناء فقط لأنها تستغل كمية الثروات البائدة فيها بشكل صحيح يا مؤمن اصبحت تفعل الافاعيل ليس في دولة مصرية فقط و لكن في منطقة الشرق الأوسط بأسرها.. لأنهم يدافعون حتى عن أكاذيبهم بكل ما أتوا من قوة و هم لا قوة لهم أصلا .. و لكن لأن السلحفاة يا عزيزي إذا سارت و جلس الأرنب يشاهد إناث الأرانب فمع الوقت بالتأكيد ستصل السلحفاة .. و هذا هو الحال دون مبالغة. من الطبيعي جدا بعد كل هذا الكلام أن تتكر المشكلة .. مشكلة حازم مع طلبته .. فقد قال لي أن نفس الكلام الذي قاله في المحاضرة اليوم هو ما قاله لهم خلال أربع شهور.. و هم لا يزالون لا يفهمون حتى الآن .. ستجد أيضا من يات هنا و لا يفهم حتى الآن ما اصيح فيه عن ثروة ضائعة و بائدة يفقدها مجتمع كامل و ليس فرد.. و لأنه لم يفهم فطبيعي ستجده ينكر و ربما لو تكرم علي أصلا ربما يسبني .. كما قال أستاذنا الكاتب المغربي الكبير عبد الكريم برشيد " فنحن دائما ننكر ما نعجز عن فهمه "



2 comments:

Michel Hanna said...

كلام مهم فعلا.
شكرا جزيلا.

أحمد شوقش said...

شكرا لك يا دكتور و شكرا على تشريفك لنا بالزيارة