Friday, October 23, 2009

نساء لم يهنهن شيخ الأزهر


بينما تعلن الولايات المتحدة الأمريكية عن أن الدكتورة حياة سندي التي ربما تغطي وجهها في السعودية من "قادة التغيير في العالم" .. و تحصل الدكتورة المطيري على أكبر جائزة في الولايات المتحدة للابتكار العلمي!! تترأس نسوة عرب مناصبا علمية، و يحظين بجوائز عالمية و هن لم يغيطن رأسهن أصلا.. يذكرهن بالاسم هذا المقال.. و لكنهن كلهن أهن إهانة بالغة في وجهة نظري من قبل الرأي العام العربي، من قبلي أنا و ربما من قبلك أنت ..

يبدو لي في بعض الأحيان أن المجتمع المصري و بدون اختلاف بعيد عن الشارع العربي قد يتعاملان مع القضايا التي تشغل الرأي العام على أنها مخدرات تنسيهم ألما ما ألم بأنفسهم، وقد لاحظت شخصيا أن هذه الظاهرة مميزة لعام ألفين و تسع. فمن حوار حول طلعت مصطفى لا ينقطع إلى حوار حول كرة القدم المصرية، ثم الدكتور فاروق حسني و ترشيحه لليونسكو، و أخيرا هذه الأيام قصة شيخ الأزهر و الفتاة المنقبة.

و قد لاحظت في أغلب قراءاتي و مطالعاتي على الشبكة الدولية، و التلفاز ووسائل إعلامية أخرى غضب مجموعة كبيرة جدا بسبب أن شيخ الأزهر جرح مشاعر الفتاة، هم يقولون أنه أهانها، بجملتين إحداهن قوله لها : لو كنت جميلة شوية كنتي عملتي إيه، و الأخرى قوله: أنا أفهم في الدين أكثر منك و من أهلك.


و مع أن 90% من الذين يضربون كفوفهم بسبب ما قاله شيخ الأزهر سبوا سبابا لا شبهة فيه و خاضوا مرحلة العصي فضربت أيدهم و ربما أرجلهم من أمام و خلاف في فترة تعليمهم الإعدادي، و أهينوا بكل ما تحمل الكلمة من معنى في دراستهم، فقد قرروا الآن لسبب ما محاكمة شيخ الأزهر على هاتين الجملتين. هذا مع العلم أني لم استطع قراءة مقال واحد ينشر لنا رد شيخ الأزهر عن هذا الكلام الذي نشر .. بل دائما ما تكون هذه النوعية من الحديث قادمة لتسرد لك القصة من جانب واحد فقط.


القراءة الفعلية للحدث تقول أن المجتمع ربما لم يكن لينشغل بهذه الحادثة لو لم تلمع إعلاميا، و القراءة العقلية تقول لي أن المجتمع ينظر للدكتور فاروق حسني كما ينظر لشيخ الأزهر على أنهما جزء من حكومة منتقد أكثر أعمالها، كغيرهم من عمال الحكومة المصرية. و يستغلون كل فرصة سانحة لتهويل أي شيء تجاه الحكومة .. فلا يذكر موضوع النقاب هذا مثلا إلا و يتم سرد أشياء كثيرة أخرى مأخوذة عليه من وجهة نظرهم.. حتى أن سرح العقل يقودني أحيانا إلى أن هناك غرض ما في نفس بعض الأشخاص لاستعمال الدكتور فارق و شيخ الأزهر ككبشي فداء إعلامي. مع الاعتذار.


و لا يعني كاتب هذا المقال قشة واحدة في المسألة نفسها، فضلا دعنا نترك هذا لم انشغلوا به.. و لكن ما يعنيني هو تحول موضوع كهذا إلى قضية الرأي العام رقم واحد. يقولون لنا الحجاب و النقاب، كلنا نستطيع أن نتوجه للمسجد الموجود بجوار بيوتنا لنعلم ما فرض الحجاب و ما فرض الخمار، و ما هي ثقافة النقاب، و لكن يكسل الإنسان أن يسأل أهل العلم.


بل ما يعني هذا المقال هو نساء أهانهن مجتمع عربي كامل، بما فيهم أنا و ربما أنت عزيزي القاريء .. إهانات تتعدى في وجهة نظري الشخصية ما اسميه الطعن المباشر، بل و ضرب العصى.


بداية إهانة لشخصية محجبة، و منقبة في بلادها، وهي الدكتورة حياة سندي السعودية، و التي لم ينشغل رأينا العام بها يوما.. لا الرأي العام العلماني الذي يعتبر النقاب و الحجاب حجرين من أحجار أساس التخلف، ولا الرأي العام لجزء من المسلمين كاد يقدس هذين الفرضين و يقدمها على فروض مثل ترك الكذب، و الرياء، و تضييع الوقت الذي هو للمسلمين كسيف يقطع من لا يقطعه ..


حين تقول منظمة بوب تك تلك المنظمة العلمية العريقة بالولايات المتحدة الأمريكية التي أغلب أعضائها من حائزي جائزة نوبل، و من لم يحصل عليها من الإدارة هو صاحب مايكرو سوفت مستر بيل جيتس، أن السيدة الدكتورة حياة سندي من "قادة التغيير في العالم ".. حين يختارونها مع 15 عالم آخرين لتدخل المنظمة لعام 2009، حين تدلي بتصريح للعربية نت بأن جامعة هارفرد الأمريكية تعينها سفيرة لها بالشرق الأوسط .. بل و في فترة دراستها نفسها حين كانت في سن الشباب حين تدعوها وكالة ناسا الفضائية للعمل بها في السنة الثانية من إعدادها للدكتوراة، و لم يتحرك الرأي العام العربي و لا الرأي العام السعودي و لا المصري حتى الآن لتنتقل هذا الاسم و هذه السيدة إلى القضية رقم واحد للمناقشة.. فإن هذا يعني أن هناك إهانة موجهة لها و لكل امرأة عربية و مسلمة و منقبة و محجبة و غير محجبة، و علمانية و يهودية و مسيحية تمثلهن جميعا الدكتورة حياة كسفيرة لهن في جامعة هارفرد الأمريكية و لو كره الكافرون.


ابنة مكة المكرمة تذكرنا هنا بما لم يذكرنا به أولئك الذين كتبوا عن خمار السيدة عائشة في حادثة الإفك ليستنبطوا منه جاهدين فرضية النقاب، فهي تذكرنا من الناحية الأخرى بم لم و لن يذكروه عن عائش حين قالت: المغزل في يد المرأة كالسيف في يد الفارس.


حين تحصل الدكتورة غادة المطيري على أكبر جائزة للابتكار العملي من أكبر منظمة داعمة للبحث العلمي في الولايات المتحدة الأمريكية، تم اختيارها من بين عشرة آلاف باحثة و باحث،حين يظهر اسم الدكتورة غادة المطيري السعودية على لائحة المخترعين الجدد في الولايات المتحدة الأمريكية، حين تكتشف هذه العالمة معدنا يمكن أشعة الضوء دخول جسم الإنسان في رقائق الفوتون، ربما إلى دخول الخلايا دون عمل أي عملية جراحية.. يعني في المستقبل بسبب هذه السيدة لن يلمس جسم الإنسان مشرط طبي واحد في أي عملية جراحية .. حين يبدأ بعض قراء هذا المقال في التساؤل هل هي محجبة أم غير محجبة مع أننا رأينا لها صورتين مرة بحجاب و مرة بدون .. حين لا ينتقل هذا الاسم للنقاش كقضية الرأي العام رقم واحد .. فإني أقول أنها أيضا إهانة.


http://www.alarabiya.net/articles/2009/09/25/86066.html

http://www.alwakad.net/inff/news.php?action=show&id=7386


قديما ناقشوا مقتل الدكتورة سميرة موسى عالمة الذرة المصرية و التي لا يعرفها أحد أصلا التي اشتهرت في نبوغها فيها و لم يعرف لها قاتل .. و اليوم يستخدمون كل ما أوتوا من قوة ليعرفوا قاتل سوزان تميم بل و يجدوه فإنها إهانة لتاريخ كامل

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%89


حين تدخل الدكتورة المصرية أماني لطيف موسوعة ماركز هو إز هو العالمية كواحدة من الشخصيات البارزة في العالم. و هي بالمناسبة دكتورة أماني لطفي قنصوة الأستاذ بقسم الميكروبيولوجيا وكيمياء الكائنات الدقيقة بالمركز القومي للبحوث شعبة الهندسة الوراثية والبيتكنولوجى.


حين تعلن أكاديمية العلوم الفرنسية لوريال التابعة لمنظمة اليونسكو عن اختيار البروفسيور المصرية شريفة الريدي ضمن 5 نساء متفوقات في العالم في مجال العلوم لعام 2010 بينما استبعدتها الدولة من الحصول على جائزة الدولة التقدرية لهذا العام بسبب تضارب اختيارتها بينما لجنة تحكيم لوريال كانوا كلهم ممن حصلوا على جوائز نوبل، لو ينتقل هذا ليحتل موضوع الرأي العام رقم واحد فهذا ما أسميه إهانة.

http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_news.php?main_id=7165




و بعد أن حصلت الدكتورة حبيبة بو حامد الشعبوني الغير محجبة و التونسية الأصل، على جائزة اليونسكو تستمر لتواصل أبحاثها في علم الوراثة لأنها مرشحة لجائزة نوبل للعلوم .. و ربما تكون الرد العربي على تلك التي فازت هذا العام من إسرائيل بالجائزة، و الدكتورة العشبوني بالمناسبة لمن لم يعرفها رئيسة لقسم الأمراض الوراثية والخلقية في مستشفى "شارل نيكول" في العاصمة تونس وهي واحدة من خمس باحثات حصلن على جوائز الـ"يونيسكو" العام الماضي، هن باميلا بجوركمان من الولايات المتحدة وكريستين فان بروكهوفن من بلجيكا وأستر أوروزو من المكسيك وجنيفر غريفس من أستراليا، وبذلك توزعت الجوائز على القارات الخمس.

http://moheet.com/show_news.aspx?nid=296687&pg=37


و من قبل فازت البروفسيور العراقية لحاظ الغزالي بهذه الجائزة لتي اعتُبِرَت ممثّلة لأفريقيا والدول العربية، مرة أخرى جائزة لوريال-يونيسكو في الذكرى العاشرة لانطلاقة تلك الجائزة في علم الجينات الذي يختص بتشخيص الأمراض الوراثية والوقاية منها. ويعتبر من أكثر الاختصاصات الطبية في سرعة التطور، خصوصاً بعد التوصّل الى رسم الخريطة الكاملة لتركيب الجينات عند الانسان (جينوم) في مطلع القرن 21 و لم نسمع شيئا يهز الشارع العربي عن هذا.


حين ترفع مريم شديد علم المغرب في القطب الجنوبي، الباحثة الفلكية المغربية الأصل و أول عالمة عربية تصل للقطب الجنوبي على ما قرانا، و التي قالت نقلا عن بعض المصادر أنها تحاول إزالة كل الصعاب التي تواجهها من الناحية العلمية لتمثل شكلا مشرفا للمرأة العربية أمام العالم كله.. حين يتم تكليف هذه الباحثة لتشرف على برنامج ضخم يتعلق بمهمة فضائية معقدة يطلق عليها COROT و هو برنامج لاستكشاف نجوم في السماء على غرار رحلة كلومبوس لاكتشاف الأمريكتين، من أجل دراسة زلازل النجوم، حين تقول «كنت مصممة على أن أضع الراية أو العلم المغربي بجانب العلم الفرنسي والأسترالي والأميركي في القطب الجنوبي لأضع رمزا للعرب، فالعالم العربي بإمكانه أن يساهم في تطور العلم على صعيد دولي»

و لا يعبأ الرأي العام العربي فاستبيحكم العذر.

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%85_%D8%B4%D8%AF%D9%8A%D8%AF


يا ترى بعد أن عرضنا هذه الأسماء و جزمنا أنهن مسلمات و نرى فيهن من هي محجبة و من هي مغطية لوجه و من هي كاشفة الرأس .. و أنا شخصيا لا افتي في الدين و لكني اسأل مع اعترافي بفرض الحجاب هل ياترى سيعذب الله العالمات بسبب تركهن الحجاب؟؟ ربك وحده من يحكم بين عباده و لكن ما فرض الحجاب و ما تركه؟ هل تركه يعتبر من الكبائر لدرجة انه حديث الناس خلال عشر سنوات .. حديث الغرب و الشرق؟ أم أننا نقول أن المرأة التي قتلت القطة دخلت النار غلى غرا ر لا تقربوا الصلاة .. و ننسى ذكر باقي الآية " و أنتم سكارى "



في مسند أبي داود الطيالسي من حديث الشعبي عن علقمة قال : كنا عند عائشة رضي الله عنها ومعنا أبو هريرة رضي الله عنه فقالت : يا أبا هريرة أنت الذي تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امرأة عذبت بالنار من أجل هرة ؟ قال أبو هريرة نعم سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت عائشة المؤمن أكرم [ ص: 69 ] على الله من أن يعذبه من أجل هرة إنما كانت المرأة مع ذلك كافرة يا أبا هريرة إذا حدثت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فانظر كيف تحدث " .


http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=368&idto=368&bk_no=44&ID=228


شكرا لوقتكم و معذرة على الإطالة.

No comments: