Thursday, March 08, 2012

فيلم السبب الحقيقي لأزمة أمريكا الاقتصادية

عندما بدأ العملاق الأمريكي السمين بالترنح اقتصاديا .. بدأت الاشاعات في الشرق الأوسط تقول هذا بسبب ما انفقه الأمريكيون من مال في حرب العراق.. و كالعادة المعتادة .. قرأت كلام مدونين.. سمعت كلام المقاهي … و قرأت الجرائد .. ثم ذهبت إلى أصدقائنا الأمريكيين و سمعت منهم، و قرأت مدوناتهم و تعرفت على مواقعهم ..


لا شك أن الفاتورة الخاصة بحرب الخليج مرتفعة.. ولا شك أن أمريكا أنفقت مبالغا طائلة.. و لكن ليس معنى هذا أننا أصبنا كبد الحقيقية .. هناك سبب أهم بكثير


إنه لا يشغل العرب فقط بل إنه موضوع يشغل العالم كثيرا.. العالم بات يسأل يوما: ما سبب المشكلة الاقتصادية الموجودة حاليا و التي مست كل دولة من دول العالم.. و ما سبب تفاقمها .. بالنسبة للفرد العادي ما كان يشتريه بالأمس القريب بدولار واحد .. هذا الآن يشتريه بدولارين .. و سيكون بثلاث دولارات بعد عدة شهور.. هكذا يراها كل شخص في العالم و بالتالي فهو يسأل هل ستذهب بنا إ هذه الأطروحة لى انهيار للنظام الاقتصادي العالمي؟ و هو النظام الذي يتحرك بسرعة شديدة جدا قد تؤدي هذه العجلة السريعة لسقطوه من على لوح التزلج، خاصة هو يترنح لآن ..


الغرب لا يبدو عليه الاختمام .. و يكأني بالعملاق الغربي يقول بمنتهى الغرور.. النظم البنكية موجودة في العالم منذ مئات السنين و لم يحدث أن إنهارت من قبل .. نحن أذكياء جدا سنتمكن من حل المشكلة الراهنة


هذا لسان حال الغرب.. حتى بعد انهيار الاقتصاد في اليونان أول دول الغرب سقوطا في الفخ .. و إنني أشم دولتين آخرتين .. حتى و إن كان أوباما يعمل الآن بيديه و قدميه و أسنانه ليحل مشكلة أمريكا الاقتصادية و يحول دون انهيارها .. دعني اظن هذا فيه على الاقل و اخالف صديقة لي كانت طالبة عنده في الجامعة في شيكاغو و التي قالت لي ان اوباما هذا شخص كريه لا يهمه الا ما يجنيه هو شخصيا من مال.. و ما أقسى هذا ..


منذ عدة شهور شوهد أوباما و هو يقرأ كتاب عالم ما بعد أمريكا، و الذي كتبه الصحفي الامريكي الهندي فريد زكريا.. عادة فان الكتب التي يحملها رؤساء الولايات المتحدة الامريكية امام كاميرات الاعلام تكون رسالة غير مباشرة منهم الى ان كتابا تم طبعه يحمل رسالة خفية من السياسة الامريكية للخبراء السياسيين الذين سيشتروا الكتاب و يستطيعوا فهم هذه الرسالة


لقد قمت بقراءة الكثير من ذلك الكتاب شخصيا، و وجدت فيه تحليلات اوافق عليها و تحليلات لا اوافق عليها، و يهمني قبل ان اعرضه في هذه المدونة في المستقبل القريب – إن شاء الله – أن اوضح الكثير من تلك التحليلات قبل ان نشرع في سردها


و لكني شخصيا لا احب الاساطير.. و لا احب التنبؤات التي تنتمي لعصر الخرافة.. و التي بين قوسين يدعوها استباق الاحداث .. دعنا من فكرة انهيار امريكا، و قصة الحرب العالمية الثالثة. و اسطورة الفوضى الدولية.. دعنا نتكلم الان في المشكلة الموجودة بين ايدينا .. و دعنا نتابعها بهدوء في الاشهر القادمة .. و عندما نرى بوضوح استدلالت حقيقية تنبؤنا عما يمكننا توقعه في المستقبل بشكل علمي حول النظام الاقتصادي العالمي .. فسوف نقولها و نضعها هنا


بيد اننا يجب ان نفهم الان ان هذه الازمة الاقتصادية العالمية موجودة بقوة و لم تحل الى هذه اللحظة التي نكتب فيها هذه السطور




No comments: