Thursday, November 08, 2012

النظام العالمي الجديد!

أعرض عليكم اليوم فيلم مثير للاهتمام كثيراً.. إنه من المجموعات الأمريكية التي تعمل في الإعلام البديل، و تحاول تقديم دليلاً علمياً على ما يرونه النظام العالمي الجديد.

و هم إذ يطرحون علينا هذا الفيلم، و الذي يفسرون من خلاله المشكلة الاقتصادية العالمية، فهم يقرون مجموعة من الوقائع التي تحدثنا عنها، و أولها كون النظام الأمريكي عبارة عن نظام لا يتغير بتغيير الرأيس.. بل هو نظام موجود وواقع، و كل رئيس جديد عليه أن يتحرك في مساحة مناسبة للحرية الخاصة به.. فإذا تجاوز هذه المساحة .. قتلوه أو أبعدوه. فهم قتلوا كندي لأنه أراد أن يلمس دعائم النظام الأساسي.. و أخرجوا كلينتون بفضيحة لنفس السبب.

النظام الأمريكي أو الأنجلو ساكسوني ليس فقط في أمريكا، بل هو في مصر، و إسرائيل، و هولندا، و اليابان.. إنه نظام يضمن استقرار العالم عسكرياً - إلا في المناطق التي تنشق عليه كما فعلت العراق، أو في المناطق ذات القوة العسكرية الضعيفة التي لا يتعدى تسليحها العسكري مجرد عصابات تحارب كما هي أفغانستان و الوجود الضعيف لحزب الله في لبنان و فلسطين.

أما القوى العسكرية الكبرى فعليها ألا تحارب.. إسرائيل لا يجب أن تدخل أي حرب ضد دولة ندة لها، لا و لا على أمريكا أن تلمس أي دولة تدعمها روسيا.. هم مسموح لهم بالعمل العسكري فقط إذا كان العمل العسكري سيدر ربحاً مالياً على النظام، و اعدام الحرب بين مصر و إسرائيل هو جزء من هذا النظام العالمي لأنهم فوجئوا بأن مصر تملك القدرة على تدمير آلياتهم العسكرية في حرب أكتوبر.. و لم يفهموا كيف انتصرت مصر إلى الآن؟ فهي لم تكن تملك أي مقوم من مقومات الانتصار.. و حاربت جيشاً يفوقها عشرة أضعاف تفوقها.. فطالبوها بعقد اتفاق سلام يجمد الحرب معهم .. و لتعش مصر مستقلة و لكن متزنة مع النظم العالمية .. ثم دخلوا بقوى السلام و المال إلى مصر.. و نقلوا الصراع بيننا و بينهم إلى مستوى الصراع الاقتصادي.. بالتالي فالجيش و رجال الأعمال يسيطرون على مصر.. الجيش الذي يملك 40% من اقتصاد البلاد.. و رجال الأعمال الذين يملكون البورصة المصرية و يتركون الباقي للشعب.. يأكل فتات دولة تملك من المال ما لا يمكن عده.

الفيلم يقر واقعاً أن كل الأيدلويجات السياسة و العسكرية و ما إلى ذلك تحولت عبر الزمن إلى كتب فارغة و أن الأيدلويجة الفعلية التي تحرك العالم هي الأيدلوجية الاقتصادية.. إنهم البنكوين.. نظمهم التي تهدد العالم بالانهيار الآن .. و التي تدفع التضخم ليغلي أسعار كل شيء.

و لكن السؤال.. هل العائلات الأوروبية التي أنشأت البنوك لها مجموعة فعلاً تتقابل كل عام و تغين في أمريكا من تريد تعيينه؟ قد تصح هذه النظرية و قد تكون خطأ.. لا شك أن هناك عصابة من البنكيين يريدون أن يسيطروا على أغلب ثروات العالم. لا شك .. و لكن ليس بالضرورة هم من يتحدث عنهم الفيلم.

و لكن آثارهم موجودة .. و الفيلم هنا ليس فقط مادة للمعلومات و لكنه يطالبك بأن تبحث وراء كل شيء قيل فيه ..

ليس شأننا نحن المسلمون و لا حتى شركاء أمتنا من الأديان الأخرى .. إذا ما كانت هناك مجموعة في قبيلة الأنجلو ساكسون تقود هذه الفوضى الاقتصادية التي نرى بوادرها رأي العين.. أم هي فوضى ساقتها إليهم آليات الطبيعة التي خلقها الحق سبحانه و تعالى أنهم أكلوا الربا أضعافاً مضاعفة فكان لا بد للميزان المالي في عالمهم أن يمرض.. ليس هذا شأننا .. فقد قال فيهم الحق سبحانه و تعالى "تحسبهم جميعاً و قلوبهم شتى " .. إنهم قوم اتبعوا الشهوات .. و سيطرت عليهم شهوة المال و كان مصريهم المحتوم ما قال فيهم سيدي رسول الله: "تعس عبد المال و الدرهم" صلى الله عليه و سلم.

و ليس شأننا إن كانوا يمكرون لتجديد نظام عالمي أو خلق واحد جديد كما فعل غيرهم من قبل فطحنهم القدر و جعلهم آثاراً .. و لا حتى إن كانت قبيلة الأنجلو ساكسون تلك خرجت في بداية خروجها في العصور المظلمة كقبيلة تهدف لسفك الدماء و إدرار الفساد في البشر.. و هم لا زالوا يحددون هذا و يفعلونه .. يهمنا عندهم الأم .. و الابن و المواطن البسيط الذي يريد أن يعيش في سلام .. نعم هذا يهمنا .. أما غير ذلك فلا يهمنا و لا يخيفنا .. و لكن بشرط واحد فقط.. أن نحصن نحن أنفسنا و نصلح نحن أنفسنا .. أن نفهم أن الحرب ليست ضدهم و لا ضد نظام فاسد بل هي ضد أنفسنا الأمارة بالسوء أولاً.. أنا عندي ذنوب و أخطاء كثيرة و سأحاول التحرك لتصليح نفسي.. و أقول كلمتي للناس لكي يحاولوا هم أيضا و بصلاحنا ستصلح المعمورة يوماً.



شأننا هو أننا رأينا في كتبنا السماوية و أتكلم عن قرآن الله ما نجده أيضاً مكتوباً في التوراة و الإنجيل.. قصة إنهيار نظام مالي عالمي بما أفسد الإنسان في الأرض في رؤيا ملك مصر.. و نظرية سيدنا يوسف في حلها بالزراعة و خطة تقشف سباعية.. و لينهار العالم اقتصادياً.. و ليأتوا إلى مصر يطلبوا الغذاء.. مصر التي تملك القدرة على أن تنعزل في أي لحظة عن أي نظام عالمي .. لأن ثقافتها طيلة عمرها ثقافة نصف منفتحة.. إذا أرادت أن تسقط نفسها من الحسابات العالمية اسقطتها و زرعت و صنعت و كفت نفسها بنفسها.. هذه هي مصر.. و هذا هو تاريخها .. و هذا هو سر سحرها و قوتها و أمانها! .. الآن مصر مطالبة بالتحرك...

لا نستطيع أن نكون ما يطالبنا التاريخ أن نكونه بنظم ربوية .. علينا أن نستغل جهابزتنا الاقتصاديين في تقديم أنظمة مالية مغايرة.. و لدينا نظام بنكي إسلامي جاهز أثبت بالتجربة العملية أن البنوك و هي تنهار في أوربا كان هو يصعد هناك! .. و لنعيد حركة التاريخ الاقتصادي للخلف و نبدأ بالزراعة كما نصح سيدنا يوسف ملك مصر منذ آلاف السنين .. و لنعيد تحرير زراعة القمح .. القمح يغزي 50% من البشر في العالم .. و لتكن زراعة القمح هي ثورتنا الحقيقية.. لنتحد .. لنتجاوز ما تريده هذه البنوك الغربية لأن هذه البنوك الدولية هي من تمول نظم الفوضى في هذا البلد الآن .. يريدون لنا أن نضيع الوقت في الحديث في قشور السياسة .. و نحن نريد أن ننقذ أنفسنا.

لدينا المخترعون الذين يستطيعون اختراع تكنولوجيات تعمل بطاقتنا الشمسية المتجددة و نستغني عن البترول تماماً.

لدينا كل شيء.. الحل معنا و الحق سبحانه و تعالى أعطاه لنا.

لدينا نعمة النبي و الإسلام و آل بيته و صحابته. و نعمة الإيمان و القرآن

لدينا كل ما نحتاجه للنجو.. كل ما نريد فعله أولاً هو التوعية .. أن نفهم أين هي الحرب الحقيقية، هي حرب البناء. نبني بلادنا و نجعلها صامدة و لينهار العالم كله حولنا فيأتوننا لنبيع لهم القمح و الطعام .. كما حدث أيام يوسف.. فجائه اخوته الذين ءأتمروا عليه من قبل و أسلموا!.. و سيأتي هذا العالم يوماً إلى مصر . أرض الأنبياء و الرسل.. و يعطونا السلام.. فهل نستطيع؟

إذا لم نقف مع أنفسنا وقفة جادة الآن و نصلح القلب أولاً.. و نعلم أن طهارة النفس و طهارة اليد هما أساس الحياة في المستقبل .. فسيكون من الصعب جداً علينا أن نتلافى هذه الفوضى التي تدخل مصر و تحاول زعزتها. و الآن أترككم مع الفيلم.








No comments: