Saturday, November 10, 2012

هل تبدأ أمريكا في محاربة النظام البنكي؟ - فيلم الحلم الأمريكي


عن فيلم يكتبه لنا تاد لومبكن، و يخرجه هارولد أوهل.. من جزأين.. و هو فيلم كارتون بالمناسبة، و لكنه ليس للأطفال على الإطلاق.. الفيلم يحاول في جزأه الأول شرح نظريات اقتصادية معقدة حول أسباب الأزمة الاقتصادية في أمريكا .. و التي يمكن بسهولة قياسها على أزمتنا في مصر.

هذا الفيلم تم انتاجه في عام 2011، عام الربيع العربي.. و كان المصريون مشغولون جداً بالسياسة فقط وقتها دون الاقتصاد.. و كنت أنا شخصياً أتكلم في الأزمة الاقتصادية العالمية وقتها، و أزمتنا نحن أيضاً.

حكومة عاطف عبيد أرادت أن تعطي المواطن نقوداً مجانية.. فروجت بقوة لقصة شراء ما لا تحتاجه.. بمعنى أنك مثلاً تملك سيارة لعائلتك .. و لكن حينما ظهرت تسهيلات اقراض البنوك لشراء سيارتك .. و هي تسهيلات تضاعفت في عهد عاطف عبيد .. وجد المصريون أنفسهم يشترون هذه السيارات بشراهة .. و اكتظ الشارع بالسيارات .. و قس على ذلك كمية كبيرة من التسهيلات البنكية للشراء التي يلحقها بعد فترة وحش بنكي مخيف يأكل الذي قام بالاقتراض.. و يخرجه خارج سياق الحياة.

حينما سألوا عاطف عبيد عن الأزمة الاقتصادية المصرية فوجئوا به يقول : إذا كانت مصر لا تملك مالاً فمن أين أتت كل هذه السيارات في الشارع؟

حينما نقول أن نسبة الفقراء في مصر كانت 20% في بداية حكومة الجنزوري الماضية و تحولت إلى 17% في نهاية حكومته، ثم تضاعفت في ظل حكومتين فقط هي حكومة عاطف عبيد و حكومة د.أحمد نظيف إلى 50% فلا بد لنا أن نسأل الآلية الاقتصادية و العجيب أن كل البيانات تقول أن هناك نمو اقتصادي مستمر.. فهذا النمو الاقتصادي المعتمد على البنوك .. و السندات في البورصة شيء يبني نفسه على حساب توسيع رقعة الفقراء في مصر .. هو النمو الإعلال الذي لا يمكن أن يؤكد أن رؤيتنا للاقتصاد بدون النظر للبنوك و تعاملها هو شيء صحي على الإطلاق.

مرة أخرى مشكلة الريان و هو نموذج من نماذج شركات توظيف الأموال التي لا نفهم إلى الآن حينما حاولوا عمل اقتصاد موازي لماذا دمرتها البنوك.. مبارك بالمناسبة لم يدمر الريان مبارك كان واجهة لهذا التدمير.. من أخذ قرارا بتدمير الريان كانت البنوك .. و البنوك فقط.. إذاً فمن بيده السلطة؟ الجناح السياسي أم الجناح الاقتصادي؟

الجزء الثاني في الفيلم يحاول توضيح أن هناك حرباً دائرة بين أسرة روتشفيلد التي لها الفضل في مسيرة النظام البنكي العالمي و هي أسرة يهودية الأصل.. و بين الأمريكيين .. صراع تاريخي .. و أنا شخصياً حينما أقرأ نظرية المؤامرة هذه أعترف أن النظم البنكية هم عبدة المال و الدرهم .. و لكن أسرة روتشفيلد ليست الوحيدة الزكية .. هناك أسر و جهات لا دين لها إلا المال تعمل مع هذه الأسرة ليل نهار.. سواء مباشرة أو غير مباشر.. و قد تتوازن مصالحها مع تلك الأسرة و قد لا تتوازن. العجيب هنا أن الفيلم في بدايته يأتي برجل غربي يحاول عمل نظام بنكي في قرية عربية إسلامية .. و ينجح في البداية و لكن المسلمين يفهمون المشكلة ثم يقتلون الرجل.

فهم يطرحون الاقتصاد الإسلامي كحل بديل بشكل غير مباشر.

أقول الجزء الأول من الفيلم مهم، و الجزء الثاني فيه معلومات صحيحة.. و فيه سيناريو نظرية مؤامرة متصلة لروتشفيلد لا أستطيع إنكارها و لا استطيع اثباتها .. كل ما استطيع أن أقوله أن أياً من كان مسماه وراء إخراج هذا النظام الربوي هو في حاجة إلى تصحيح من قبلنا.

و أترككم مع الفيلم



No comments: