Wednesday, October 31, 2012

أكذوبة الاقتصاد الإسرائيلي



عل من إحدى المسلمات الشعبية التي تشكلت في وجدان المواطن العربي العادي، هي أن الاقتصاد الإسرائيلي في وضع قوي و مستقر، و أن الدولة الإسرائيلية و هي العدو الاستراتيجي رقم واحد لمصر و للدول العربية قاطبة في حالة غنى و رفاهية.. و كنت أنا شخصياً مقتنعاً بهذا لأن جذور المعرقة العامة للاقتصاد الإسرائيلي تتمثل برؤيتنا كمصريين لتطورهم العلمي في مجال الحرب، و لخبرة في وجدانا قديماً عن اليهود المصريين أنهم تجار بارعين .. و بالنسبة للأمة اليهودية أصبحت هذه ثقافة تصديرية تشبه ما هو معروف مثلاً عن العرب بالكرم، و القصاحة.. هم أيضاً يعتبرون براعتهم بعالم المال و التجارة و الاقتصاد عموماً جزء مهم من صورتهم أمام العالم.

بيد أن الترنح الاقتصادي للعملاق الأمريكي الكبير، له صدى واسع في اقتصاد إسرائيل، و العجيب أن الآلة القاصمة لتلك الأنظمة الاقتصادية هي آلة صنعوها هم بأنفسهم و هي النظم البنكية الغربية، تحت عباءة أزمة الديون .. والتينشرنا لها فيلماً يشرحها توضح معالم اقتصاد يحتاج إلى إعادة تقييم.

هذا النظام الإقتصادي الذي تشكلت صورته الحديثة في النصف الثاني من القرن العشرين كان يمثل النتيجة المادية للحروب التي خاضتها الدول الأوربية بدأ بحروب الاستعمار، و نهاية بالحرب العالمية الثانية.. نعم قد تكون جذور البنوك تبدأ من القرن السابع عشر و تطور تدريجياً بين الإخفاق و إعادة الصياغة إلى الشكل الحالي.. و لكن لنكن موضوعيين قليلاً .. بداية هذه البنوك في القرن السابع عشر و قد خرجت بفكرة صناعة المال من اللاشيء.. انتهت بمصيبة عالمية قررت لها الحكومات الأوروبية إعادة صياغة قوانينها و آليات مراقبتها، ثم هل قرأ أحدنا قصة انشاء صندوق النقد الدولي؟ هو نتيجة أصلية لعملية الكساد الكبير سنة 29 في أمريكا وهذا الكساد بالمناسبة هو المثل الذي قد يعاد رجوعه إذا استمر الاقتصاد في التدهور على هذا النحو.. هذه الأزمة يمكن صياغة أسبابها في عدة سيناريوهات كلها تنتهي في النهاية إلى الديون البنكية بشكل أو آخر.

الآن في الفترة الحالية نرى النظام الأمريكي الاقتصادي له شكل معين في الترنح:
  • إنهم يطبعون المزيد من الدولارات بدون سقف مالي مم يصنع عملية تضخم .. و عملية التضخم هذه موجودة في معظم الدول التي تتعامل بالرأسمالية بأسلوب أمريكي مثل مصر.. و هذه العملية تؤدي إلى سقوط قيمة العملة.. ( الأسعار لا تزيد .. العملة هي التي تنخقض قيمتها )
  • بالرغم أن أساس كل المشاكل هي الديون البنكية .. إلا أن الحكومات تلجأ للاستدانة مرة أخرى لإنزال سيولة مالية في الأسواق! .. مم يعني أن كل الحلول الاقتصادية هي مجرد بنج موضعي بمجرد انتهائه سيفاجأ العالم بمصيبة أكبر.
  • مع استمرار هذا النظام من التضخم و اعادة الاستدانة و التي يتبعها فوضى في السوق حيث تستفيد جهات مالية معينة بالمال و تفتقر جهات أخرى.. تبدأ الهوة بين الفقراء و الاغنياء بالاتساع.

اسرائيل مثلها مثل أمريكا هنا .. تعاني من هذه النقطة .. اتساع الفجوة بين الفقراء و الأغنياء.. شهد لذلك الإسرائيلي الذي حرق نفسه بسبب تراكم الديون عليه.. منذ فترة ليست بالبعيدة .. وشهدت لذلك مظاهرات إسرائيلية واسعة النطاق في إسرائيل!

فهل يعقل أن تكون الرفاهية الاقتصادية و يكون فيها من حرق نفسه من كثرة الديون، و هل يعقل وجود هذه المظاهرات التي كان موضوعها الأول البطالة و الفقر في نسبة غير يسيرة من المجتمع؟   
و ما هي قصة الشيكل الجديد.. الذي خرج للعالم لتنخفض قيمته بمجرد خروجه كما حدث بالظبط لسيناريو العملة المصرية الجديدة التي خرجت مع حركة تعويم الجنيه ؟ 
أسئلة مهمة تحتاج إلى إجابات  
يتبع

No comments: